إثر الانتخابات المنتهية للتو، والتي جرت في شهر آيار سبتمبر 2018، ظهرت مؤشرات ملموسة تدل على سقوط النظام وقرب نهايته!، فهل الممسكون بتلابيب الحكم، من عسكريين ومدنيين، قادرين على إرجاع أو على الأقل إرجاء موجة التغيير المرتقب العاتي؟!
يدرك الجميع، أننا بلد لديه منذ عشر سنوات أولوياته، التي ألغت كل مشاريع التأزيم والإقصاء، وأنهت عهودا من كبت الحريات واستيراد صنوف الاديولوجيات واستنساخ تيارات الرحيل ، ورفضت مشاريع التقسيم التي ترعاها قوي الاستعمار و جواسيس السفارات الأجنبية من كل لون من ألوان مروجي الكراهية العنصرية، والاستهزاء بائمة المالكية ومناهج المحظرة، والمكذبين بالدين .
يخسر الإنسان قيمه، ومنجزاته، ومحبيه معا ، في أية حرب اقتتال فكري، لم تؤسس على المحافظة على مشتركات: القيم، والمنجزات، والمحبين.
جرب قابيل وهابيل ذلك، ومن أجل ذلك أسس الله الولي الحميد، قاعدة : مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا
بعيدا عن التوترات والعنتريات المرافقة لهذه الاستحقاقات المضحكة المبكية، حيث كل حزب بما يتوهم فرح، والبعض لحظه العاثر نادب ، يظل لغزا عالقا في ذهني أحتاج خبيرا يقدم لي ردا متماسكا يشفي غليلي عنه ، لغز يجعل الّلبيب حيران عن فهمه وهو ما يقتضي طرح سؤال جانبي حوله بصيغة :
الأصل أن الحكم لله والأمر له والطاعة والانقياد له، كما هو صريح في الكتاب والسنة، والناس – حكاما كانوا أو محكومين- مكلفون بتنفيذ الأوامر الإلهية رعاة لدرء المفاسد وجلب المصالح، لا شركاء لله (تعالى الله عن ذلك) ولا يحق لهم تبديل ما شرع {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. ولذا تدرس شؤون الحكم والقيام بالشأن العام ضمن العقيدة لا ضمن الفقه!
و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولائك هم المفلحون"
بعد أن عز على بعض المحامين التقيد بالواجبات الأدبية للمحاماة من علنية و وجاهية تصدى بعض القضاة لدحض رؤيتنا حول علمانية الدستور الموريتاني. و هو ما يستدعي ايراد بعض الملاحظات (أ) قبل عرض الردود(ب).
الموريتاني متمعدد بطبعه، مخوششن في ظعنه، يعرب إذا استعرب، ينشد إذا طرب، يقرض القصيد سليقة إذا استمطر، يكرم إذا طرق،يؤم المحراب إذا نودي حي على الفلاح، يتصدر مجالس الفتوة والإفتاء إذا أشكلت نازلة أو اذا تحلق اهل العلم في منتدى أو مجالس ذكر.
الموريتاني الحق ،شنقيطي الانتماء، لا يفرك ولا يفرك، لايضل ولا يضل، لا يزل ولا يزل، ولا يظلم ولا يظلم.، لا يخون إذا ائتمن، ولا يكذب إذا حدث، ولا يغدر في عهد، ولا يفجر في خصام.