
يمثل عصر النهضة العربية الحديثة عصر تدوين جديد بالنسبة للثقافة العربية الإسلامية المعاصرة. ذلك أنه منذ أن أطلق الأفغاني وعبده دعوتهما "التنويرية" مستلهمين ما اطلعا عليه من الفكر الغربي، لم يعد ممكنا فهم الظواهر الفكرية في الثقافة العربية الإسلامية المعاصرة إلا بالعودة إلى أصول تلك الظواهر في الفكر الغربي. صحيح أن الرجلين نافحا بصدق عن العقيدة الإسلامية، فوقفا بحزم في وجه التيار التغريبي الذي كان جارفا.