لايزال المدركون للذاكرة الجمعية أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز شخصية فارقة في التاريخ السياسي الحديث للجمهورية الاسلامية الموريتانية ، فالرجل كاريزمي في قراراته النابعة من رؤية شمولية للحاضر والمستقبل.
لقد أثار قرار قطع العلاقات بين موريتانيا ودولة قطر الشقيقة ،مدادا كثيرا رغم أنه لم تمض عليه سوى ساعات قليلة ؛ وإن كان لي من ملاحظات وتعليق سريع على هذا الحدث وما صاحبه من ردود أفعال ، فهو التأكيد على أن الدول لا يمكن أن ترضي الجميع؛ خاصة في سلوكها في البيئة الخارجية التي هي بيئة معقدة جدا، من حيث المعلومات والمواقف والسياسات والمصالح ، وبالتالي فلا بد للدولة كما الانسان من أصدقاء وأعداء .
ما كنت أود الخوض في حرب إعلامية بين أنظمة عربية عميلة لأمريكا وللكيان الصهيوني مثل قطر والسعودية والإمارات والبحرين وهي تتسابق لكسب ود ترامب وتل أبيب وحيازة أكبر كم من الجماعات التكفيرية الإرهابية المقاتلة في المنطقة كما في سوريا والعراق ولبنان وغيرها، وتعمل على بناء تحالفات جديدة مع (إسرائيل) ضد إيران وحزب الله وسوريا والقوى الرافضة للهيمنة الغربية والاستعمار الأمريكي الغربي الجديد.
أيامَ النكسة أو حربَ 67 أو حربَ الأيام ستة أو أياً كان إسم تلك اللعنة الحزيرانية، المهم لم أكن يومها قد ولدتُ، لكن حينَ ألقى بي القدر في هذه الدنيا بعد سنوات، و كبرتُ لأقرأ عن ما حدث، كان الكُتابُ و المؤرخون يَصفون حالة اليأسِ و الاحباط التي عمت العالم العربي.
إن ما تقوم به بعض القوى السياسية في المعارضة جريمة في حق العمل السياسي الواعي والمسؤول .. فكيف بمن يدعون الوطنية أن يكون مسعاهم الوحيد هو تشويه صورة الوطن ومحاولة تضليل الرأي العام من خلال إطلاق كمية هائلة من الإشاعات المغرضة والأفكار الخبيثة المسممة الهادفة إلى تدمير ثقة المواطنين في بلدهم وزرع الخوف والرعب من المستقبل بدل زرع الأمل والتفاؤل ..
أَطَلً علينا شهر يونيو الذي يجدر أن يطلق عليه ببلادنا "شهر الامتحانات" ذلك أنه الشهر الذي تُجري فيه "الامتحانات النهائية" بالمدارس و المعاهد و الجامعات كما أنه الشهر الذي تنظم فيه "الامتحانات الختامية" للمسارات الابتدائية و الإعدادية و الثانوية و الجامعية فهو مناسبة لتأمل النواقص و الشوائب التي تشوه "سمعة الامتحانات" ببلادنا و سانحة لمحاولة كتابة "الأحرف الأولي" للحلول المناسبة.
أسوء مدخل ل ( تجديد الطبقة السياسية) هو التهكم على السياسة والسياسيين وتعويم حقلهما إلى درجة وضع اليسار واليمين في سلة واحدة، ومخاطبة الموالاة جنبا إلى جنب مع المعارضة في تحميل المسؤولية السياسية لما يدور في البلاد من أخطاء وكوارث، وما يرافق هذه الحركة ويستبطن مكنونات أصحابها من سعي إلى الترويج للهموم الذاتية والانطواء على النفس والاهتمام بشؤون الجسد ورفع شعار ( حدّ حدْ راصِ) وهي أمور في أدنى حالتها إساءة متعمدة للحقيقة ومنطق الأشياء، ومدخلا لإفساد
قليلون هم من يحفظ لهم تاريخ الإدارة الموريتانية سجلا حافلا بالانجاز المقرون بالأخلاق الرفيعة، وتزداد ندرة هؤلاء كلما دقق المرء النظر وتفحص سجل الوافدين والمغادرين للمناصب الرفيعة، و المسؤولين عن تسيير الشأن العام في بلادنا إبان الفترات المختلفة .. بدأ بالرعيل الأول، جيل التأسيس، مرورا بالحقب الانتقالية وانتهاء بحاضرنا الحافل بالوجوه والأسماء المتغيرة.
في عام 499 قبل الميلاد، وبسبب المخاوف من تنامي قوة "يوليوس قيصر"، أصدر مجلس الشيوخ الروماني قرارا بعزله، وكان الرجل آنذاك حاكما على جزء من بلاد الغال (فرنسا الحالية)،
بدل الإذعان لقرار مجلس الشيوخ، سيقوم يوليوس قيصر بحركة لم تكن في الحسبان، حين عبر بجنوده المدججين بالسلاح، نهر الخوف أو النهر المحرم "نهر الروبيكون"، الذي يفصل بين إيطاليا الرومانية ومقاطعة الغال الجنوبية، وكان محظورا على الجنود يومها عبور ذلك النهر بأسلحتهم،