كأس العالم في قطر... توترات الشرق الأوسط تمتد إلى الملاعب | 28 نوفمبر

كأس العالم في قطر... توترات الشرق الأوسط تمتد إلى الملاعب

ثلاثاء, 29/11/2022 - 11:48
كأس العالم في قطر... توترات الشرق الأوسط تمتد إلى الملاعب

تحولت أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم الأولى تقام في الشرق الأوسط إلى استعراض للتوترات السياسية التي تجتاح واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبا إضافة للدور الغامض الذي غالبا ما تلعبه الدولة المضيفة، قطر، في أزمات الشرق الأوسط.

وتمثل المباريات التي تنافس فيها إيران أكثر الفعاليات المشحونة سياسيا، إذ يعبر المشجعون عن دعمهم للمتظاهرين الذين يتحدون بجرأة القيادة الدينية في الجمهورية الإسلامية، في الوقت الذي يبدون فيه حساسية تجاه قطر التي تربطها علاقات جيدة بطهران.

وامتدت مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين بين المشجعين لتصل إلى الملاعب، مع منافسة أربعة فرق عربية في البطولة. وارتدى اللاعبون القطريون شارات ذراع مؤيدة للفلسطينيين، حتى مع سماح قطر للمشجعين الإسرائيليين بالقدوم في رحلات جوية مباشرة لأول مرة.

وحتى أمير قطر شارك بنفسه في التصرفات ذات الدلالات السياسية، إذ اتشح بالعلم السعودي خلال المباراة التي حقق فيها الفريق السعودي فوزا تاريخيا على نظيره الأرجنتيني، في تشجيع ملحوظ لبلد يتعاون معه لإصلاح العلاقات التي تضررت بسبب التوترات الإقليمية.

وزادت مثل هذه الإيماءات من الأبعاد السياسية لبطولة غارقة في الجدل حتى من قبل انطلاقها بسبب قضايا معاملة العمال المهاجرين وحقوق مجتمع الميم في الدولة المضيفة المحافظة التي تجرم المثلية.

وتزداد الرهانات بالنسبة لقطر، إذ تأمل في أن يؤدي مرور البطولة بسلاسة إلى تعزيز دورها على الساحة العالمية وفي منطقة الشرق الأوسط، التي حافظت على وضعها بها كدولة مستقلة منذ عام 1971 على الرغم من الاضطرابات الإقليمية الكثيرة.

وبدت قطر في كثير من الأحيان وكأنها دولة مختلفة عن باقي المنطقة، إذ تستضيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم أنها أقامت في السابق أيضا بعض العلاقات التجارية مع إسرائيل.

ووفرت قطر منصة للمعارضين الإسلاميين الذين اعتبرتهم السعودية وحلفاؤها تهديدا، في الوقت الذي تمد فيه علاقات الصداقة مع إيران عدو الرياض وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

* صراع داخلي

انعكست التوترات في إيران، التي تجتاحها احتجاجات منذ أكثر من شهرين إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في الحجز لدى شرطة الأخلاق، داخل الملاعب وخارجها.

ارويترز